كانت الأم تمسك قطعة حلوى أمام طفلتها الصغيرة. وإذ مدّت الطفلة يدها لتأخذ الحلوى، قالت الأم، "قولي: من فضلك !". أجابت الصغيرة بفارغ الصبر: "من فدك !". فحثّتها الأم قائلة: "والآن ماذا نقول؟". فكانت الإجابة السعيدة: "شُكا ً".
في كل مرة تحاول الأم أن تربّي طفلا ً مهذبا ً، تكون محاولاتها في حث الطفل على قول كلمة "شكرا ً" أمرا ً معهودا ً. لكن الأم الحكيمة تعلم أنّها عندما تعلّم طفلها التعبير عن الامتنان، فهي تعلّمه أكثر من عادات التواصل الجيدة: هي تعلّم طفلها أن يحبّ، إذ لا يمكن للحبّ أن يثير الحب في قلب الآخر إلا عندما يتمّ إدراكه.
ولهذا السبب فإنّ يهوه، الإله الحقيقي، يطلب من شعبه أن يقولوا له، "شكرا ً". وعيد المظال، أكثر من أي عيد آخر، قد صُمّم ليكون وقتا ً ليفرح الإنسان وليعترف بامتنانه بالبركات العديدة التي يُغدقها عليه أبٌ سماويّ ٌ محبّ غفور رؤوف. إنّ الحب عندما يُلاحظ يستجيب له القلب بالحبّ. إنّ تذكّر البركات العديدة التي أغدقها يهوه علينا في السنة الفائتة، من شأنه أن يثير الحبّ في قلب شعب يهوه المؤمن.
ومن بين كل الأعياد السنويّة الأخرى، كان أول عيد يتعرّض للإهمال هو عيد المظال. و إهمال وقت الشكر هذا كان يجلب على الأمّة تدهورا ً روحيّا ً لا مفرّ منه. فمن دون المحبّة، تغدو مطاليب الشريعة أحمالا ً ناموسيّة ثقيلة تنوء بها كواهل من يكدّون لشق طريقهم إلى السماء. إنّ الأب الأرضي الحكيم يخلق فرصا ً لابنه حتى يردّ له الجميل لأنّ الابن الذي يشعر بأنّ من حقّه الحصول على ما يريد، وكأنّه يستحق كل شيء، لن يشعر أبدا ً بالحب تجاه والده. ولهذا السبب فإنّ يهوه أفسح المجال لاحتفال طويل لمدة أسبوع بعيد الشكر هذا.
إنّ يهوه لا يحتاج إلى إقرارنا بفضله واعترافنا بذلك. لكن، نحن من نحتاج إلى أن نشعر بالحب الذي يأتي كنتيجة لاعترافنا بمحبّته نحونا. وهذا الحب في قلوبنا يستيقظ فقط عندما نعدّد الطرق الكثيرة التي يُظهر من خلالها يهوه محبّته لنا. من المهمّ أن نراجع السنة الماضية وندرك المرّات الكثيرة التي مدّنا فيها يهوه بالحماية والبركة والمحبّة، ولأنّ قلوبنا تفيض بالحبّ في المقابل، فإنّ ثقتنا في يهوه ستزداد بمقدار يتناسب مع هذا الحبّ.
إنّ أبانا السماوي المحبّ وابنه، عرفا بما سنحتاج إليه لكي نبدأ في فهم محبّتهما لنا، فأعطيانا سبت اليوم السابع ليكون فترة مطلوبة من الاستراحة الأسبوعيّة، بالإضافة إلى الأعياد السنويّة للذكرى والإرشاد الخاصّ بخطة الخلاص في معناها الشامل. فالوسائل التعليميّة التي تشرح طرق يهوه للفداء والخلاص والاسترداد [الشفاء]، كلّها متضمّنة في المقدس [المسكن] الأرضي وخدماته [انقر هنا لتعرف المزيد عن خيمة الاجتماع وخدماتها]. فأعياد الربيع [الفصح، الفطير، باكورة الثمار] تعلّمنا أنّ هذه الأعياد السنويّة تمثّل للذي قام يهوه بعمله لأجل خلاصنا. كما تعلّمنا أيضا ً الاتّكال المستمرّ على بركات السماء لأجل القوت الجسدي والروحي.
وعيد الأسابيع، الذي يقع في منتصف الصيف، أو ما يسمّى بعيد الخمسين، يعلّمنا أنّ حلول الروح القدس في ذلك العيد على المؤمنين ما كان إلا تحقيقا ً جزئيّا ً لما يشير إليه هذا العيد بالفعل. وسيكون هناك تحقّق كامل في وقت انسكاب المطر المتأخّر، الذي هو قوة روح يهوه، تماما ً قبل إغلاق باب الشفاعة. عندئذ سيتمّ طلب المخلّص الذي قال: "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيّا يهوشوه".
أمّا أعياد الخريف الثلاثة [الأبواق، الكفارة، المظال]، فهي تؤكّد على أهميّة التوبة والاعتراف والغفران من الخطيّة. إنّ التخلّص من الخطية المعروفة للإنسان يمثّل مسألة حياة أو موت ! وبعد الغفران يأتي الابتهاج والتعبير عن الامتنان لخطّة الخلاص. إنّ العرفان بالجميل لمعطي كل شيء صالح وجيّد [الآب وابنه الوحيد] يخلق في قلوبنا المحبة الموجّهة لمن يتلقّى هذه البركات. نحتاج إلى أن نتعرّف بشكل وثيق بصلاح الآب والابن، وإلى أن ندرك ما أعطياه لنا في الماضي وما يعطياننا إياه اليوم باستمرار، وما سيعطياننا في الأبديّة كلها.
وكمؤمني الجيل الأخير قبل النهاية الوشيكة، نحتاج حاجة ماسّة إلى استرجاع، بل إلى تقدير، كل وسيلة أسّسها يهوه لنستعدّ من خلالها لوقت الضيق الآتي على الؤمنين الحقيقيين. علينا أن نستوعب حقيقة قرب المجيء الثاني للمسيّا، وأن نتوقّع، من خلال حفظ عيد المظال، اقتراب العتق [التحرير] الخاص باليوبيل العظيم. "وَتُقَدِّسُونَ السَّنَةَ الْخَمْسِينَ، وَتُنَادُونَ بِالْعِتْقِ فِي الأَرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا. تَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلاً" (لاويين 25: 19).
في آخر سفر من العهد القديم، يعلن ملاخي: " اُذْكُرُوا شَرِيعَةَ مُوسَى عَبْدِي الَّتِي أَمَرْتُهُ بِهَا فِي حُورِيبَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ. هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ ِ...[يهوه]، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ [الآب السماوي]" (ملاخي 4: 4- 6).
اقتراحات:
يمكن الاحتفال بعيد المظال بطرق عديدة، لكن ينبغي أن يكون هذا العيد هو بمثابة البقعة الأشد إشراقا ًفي السنة كلها، وأن يكون وقت فرح وشكر. ولأنّ عيد المظال هو عيد سبعة أيام، تبدأ عند سبت اليوم السابع ويأتي بعدها مباشرة سبت يوم سابع آخر، يكون هذا العيد أساسا ً عيد ثمانية أيام من الاحتفال والشكر الفرِح. أمّا الأيام الأخرى للعيد [الأيام المغايرة للسبتًين اللذين يقع بينهما العيد] فهي ليست أيام عطلة من العمل، لكنّها يمكن أن تأخذ طابعاً خاصّاً للعبادة العائليّة بحيث يكون محورها الامتنان للآب السماوي على محبّته وعنايته عبر السنة الماضية.
بالنسبة للأشخاص الذين سيحتفلون بالعيد منفردين، يمكن أن يكون عيد المظال وقتا ً لاختبار الشركة مع يهوشوه، وذلك بالبحث عن طرق يكونون فيها بركة غير منتظرة للآخرين. إنّ الحياة في العالم المعاصر مزدحمة جدّا ً حتّى أنّ كثيرا ً من الناس أصبحوا لا يعبّرون عن مشاعر الوحدة والانعزال عن الوسط المحيط بهم. هناك عدد وفير من الطرق التي من خلالها يمكن لأحدنا أن ينطلق ويُحدث فرقا ً في حياة الناس الواقعين تحت نطاق تأثيره.
يمكن للشابّة العزباء أن تقدّم طاقتها وجهدها لتساعد امرأة عجوز في احتياج إلى مساعدة. والشيخ الوحيد يمكنه أن يشارك رفقته واختباراته في الحياة مع أحد الشباب. أفضل طريقة لتقدير غنى بركات الإنسان هي بمشاركة هذه البركات مع الغير.
أمّا المتزوّجون فيمكنهم أن يخطّطوا ليقضي أحدهم مع الآخر مزيدا ً من الوقت، من خلال وقت الشركة، بالإضافة إلى دراسة الكتاب المقدس والصلاة.
أمّا الأهل الذين تعوّدوا على الاحتفال بعيد الميلاد [Christmas] مع أطفالهم، لكنّهم يريدون التخلّي عن كل الأعياد ذات الأصول الوثنيّة، والاحتفال فقط بأعياد يهوه ومواسمه المقدّسة، فعليهم أن يكونوا شديدي الحساسيّة لمشاعر أطفالهم عند حدوث مثل هذا التغيير. فمن الأهميّة بمكان أن تكون قلوب الأطفال وأذهانهم متوافقة مع أهلهم عند القيام بمثل هذا التغيير الهائل، وإلا سينتج العصيان في أفئدة الصغار الذين اعتادوا الاحتفال بعيد الميلاد [Christmas] الوثنيّ الأصل. إنّ خير طريقة للتخلّص من الاحتفالات الوثنيّة هو استبدالها بما هو أفضل منها. وعيد المظال كفيل بأن يكون هو البديل الذي يجلب معه اختبارا ً أفضل.
مرّة ً كل خمسين سنة، كانت سنة اليوبيل تأتي بعد عيد المظال. وكانت سنة اليوبيل وقتا ً تُعاد فيه كل الأراضي إلى أصحابها الأصليين الذين كانوا قد باعوها، كما كانت وقتا ً سُمح فيه للعبيد بأن يذهبوا أحرارا ً، وكان الشعب يستريح في سنة اليوبيل بطريقة خاصّة لأنّه كان عليهم أن يُريحوا الأرض، ولا يزرعوها بمحاصيل جديدة. يشير عيد المظال وسنة اليوبيل كلاهما، إلى حصاد النفوس العظيم في نهاية العالم وإلى مايتبع ذلك من فرح المفديّين وابتهاجهم عندما يعود يهوشوه ثانية ليأخذ شعبه المنتظر إلى البيت السماوي. ليس من الخطأ التخطيط لاحتفال مصغّر بسنة اليوبيل، وذلك بعد الانتهاء من الاحتفال بعيد المظال في كل سنة، بحيث يكون التركيز منصبّا ً على اليوبيل العظيم عند نهاية العالم، بحيث تكون هذه الاحتفالات بديلا ً عن عيد الميلاد [Christmas] الوثنيّ الأصل.
يمكن للأسر التي فيها أطفال، أن تخطّط لوقت إضافي خاصّ بالأسرة خلال الأسبوع، ولعمل نشاطات ذات معنى بالنسبة لهم. تبادل الهدايا مناسب جدّا ً في هذا الوقت، ولكن لا يلزم أن تكون الهدايا باهظة الثمن أو معقّدة...عادة ما يتعلّم الأطفال أنّ عيد الميلاد [Christmas] هو فرصة مناسبة لاختبار فرح العطاء والمشاركة مع الغير، لكنّ درس الحياة الهام هذا ينبغي أن يتعلّمه الأطفال حتى لو لم يحتفلوا بعيد الميلاد [Christmas]. ولأنّ المخلّص وُلد في الخريف، فمن اللائق جدّا ً أن نتذكّر في عيد المظال حدث مولده هذا، وأن نقدّم شكرنا على أعظم هديّة يمكن أن تُقدّم للبشريّة. وفي أثناء عيد المظال، يمكن إنشاد بعض الترانيم التي تتناول مولد المخلّص، كما يمكن أيضا ً التعبير عن الامتنان لهبة الخلاص الممنوحة من خلال يهوشوه المسيّا.
ليس من اللازم على الأطفال الذين اعتادوا على تزيين شجرة عيد الميلاد، أن يُحرَموا من فرحة تزيين البيت أو أن يكون هناك نقطة مركزيّة تدور حولها الاحتفالات وملحقاتها...إذ يمكن إعداد طاولة حسنة التزيين تتمّ إحاطتها بهدايا صغيرة و/أو بطاقات معايدة [I love you] مصنوعة في البيت، الأمر الذي من شأنه أن يوفّر لهم متعة التزيين بالإضافة إلى أن يكون نقطة تتمركز حولها بعض مواضيع النقاش. تستمتع بعض الأسر بالتفنّن بترتيب معرض ملوّن يُظهر وفرة الحصاد، بالإضافة إلى الكتاب المقدس الخاص بالأسرة وبعض الشموع. هناك عائلات أخرى تقوم بعرض مشهد المزود محاطا ً ببعض الأنوار.
فبدلا ً من أن يقوم الأطفال بفتح هدايا الميلاد قبل أن يفعلوا أي شيء آخر في الصباح, يمكن لصندوق صغير من الهدايا المعقولة الثمن، أن يُحدث في نفوسهم نفس البهجة والفرح, ومن دون أي آثار للوثنيّة. أيّا ً تكن العادات المحبّبة للأسرة الخاصّة بعيد الميلاد، يمكن لعيد المظال أن يتيح الفرصة للمّ شمل الأسرة، وللفرح والعطاء [تبادل الهدايا] من دون تلميحات وثنيّة. ينبغي التفكير في كل ما هو ذو معنى بالنسبة للأسرة ومن شأنه أن يُحدث في نفوس الأطفال المتعة البريئة. يحبّ يهوه أن يُسعد أبناءه، وعيد المظال هو الوقت المثالي لتذكّر يهوه ولشكره، ولشكر أحبائنا، لأجل كل الألطاف التي تمرّ علينا خلال العام.
إنّ أخصّ المعاني المتعلّقة بهذا الاحتفال هو قضاء وقت معا ً. فسماحك للأطفال بأن يساعدوا في التحضير لسبت متميّز، ولعيد الشكر، وللعبادات الروحية في كلّ يوم، بالإضافة إلى تقديم هدايا صغيرة للآخرين، كل هذه الأمور ستجلب معها الفرح البريء إلى نفوسهم البريئة، وستترك في أذهانهم ذكريات جميلة تدوم وتدوم. إنّ أكثر ما يعني بالنسبة للطفل هو قضاء وقت مع والدين محبّين.
يمكن للأهل أن يصطحبوا أطفالهم في "نزهات الامتنان"، حيث يقوم كل شخص، بالتناوب، بالاعتراف بشيء يجعله يشعر بالامتنان. قوموا بشراء طائرات ورقيّة رخيصة الثمن، واكتبوا عليها ما أنتم شاكرون عليه، وأطلقوها عاليا ً في السماء. قوموا، كأهل، بصناعة قوارب من الورق، واكتبوا عليها كلمة "شكرا ً لك"، وقوموا بإبحارها في يبنوع أو نهر صغير. اتركوا تحت وسائد أطفالكم رسالة صغيرة تُعبّرون فيها عن محبّتكم لأبنائكم، فيقرؤوها عند وقت النوم. كثيرة هي الطرق التي يصبح فيها التعبير عن الامتنان اختباراً يجدر ذكره ويصعب نسيانه.
المرجع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
في كل مرة تحاول الأم أن تربّي طفلا ً مهذبا ً، تكون محاولاتها في حث الطفل على قول كلمة "شكرا ً" أمرا ً معهودا ً. لكن الأم الحكيمة تعلم أنّها عندما تعلّم طفلها التعبير عن الامتنان، فهي تعلّمه أكثر من عادات التواصل الجيدة: هي تعلّم طفلها أن يحبّ، إذ لا يمكن للحبّ أن يثير الحب في قلب الآخر إلا عندما يتمّ إدراكه.
ولهذا السبب فإنّ يهوه، الإله الحقيقي، يطلب من شعبه أن يقولوا له، "شكرا ً". وعيد المظال، أكثر من أي عيد آخر، قد صُمّم ليكون وقتا ً ليفرح الإنسان وليعترف بامتنانه بالبركات العديدة التي يُغدقها عليه أبٌ سماويّ ٌ محبّ غفور رؤوف. إنّ الحب عندما يُلاحظ يستجيب له القلب بالحبّ. إنّ تذكّر البركات العديدة التي أغدقها يهوه علينا في السنة الفائتة، من شأنه أن يثير الحبّ في قلب شعب يهوه المؤمن.
ومن بين كل الأعياد السنويّة الأخرى، كان أول عيد يتعرّض للإهمال هو عيد المظال. و إهمال وقت الشكر هذا كان يجلب على الأمّة تدهورا ً روحيّا ً لا مفرّ منه. فمن دون المحبّة، تغدو مطاليب الشريعة أحمالا ً ناموسيّة ثقيلة تنوء بها كواهل من يكدّون لشق طريقهم إلى السماء. إنّ الأب الأرضي الحكيم يخلق فرصا ً لابنه حتى يردّ له الجميل لأنّ الابن الذي يشعر بأنّ من حقّه الحصول على ما يريد، وكأنّه يستحق كل شيء، لن يشعر أبدا ً بالحب تجاه والده. ولهذا السبب فإنّ يهوه أفسح المجال لاحتفال طويل لمدة أسبوع بعيد الشكر هذا.
إنّ يهوه لا يحتاج إلى إقرارنا بفضله واعترافنا بذلك. لكن، نحن من نحتاج إلى أن نشعر بالحب الذي يأتي كنتيجة لاعترافنا بمحبّته نحونا. وهذا الحب في قلوبنا يستيقظ فقط عندما نعدّد الطرق الكثيرة التي يُظهر من خلالها يهوه محبّته لنا. من المهمّ أن نراجع السنة الماضية وندرك المرّات الكثيرة التي مدّنا فيها يهوه بالحماية والبركة والمحبّة، ولأنّ قلوبنا تفيض بالحبّ في المقابل، فإنّ ثقتنا في يهوه ستزداد بمقدار يتناسب مع هذا الحبّ.
إنّ أبانا السماوي المحبّ وابنه، عرفا بما سنحتاج إليه لكي نبدأ في فهم محبّتهما لنا، فأعطيانا سبت اليوم السابع ليكون فترة مطلوبة من الاستراحة الأسبوعيّة، بالإضافة إلى الأعياد السنويّة للذكرى والإرشاد الخاصّ بخطة الخلاص في معناها الشامل. فالوسائل التعليميّة التي تشرح طرق يهوه للفداء والخلاص والاسترداد [الشفاء]، كلّها متضمّنة في المقدس [المسكن] الأرضي وخدماته [انقر هنا لتعرف المزيد عن خيمة الاجتماع وخدماتها]. فأعياد الربيع [الفصح، الفطير، باكورة الثمار] تعلّمنا أنّ هذه الأعياد السنويّة تمثّل للذي قام يهوه بعمله لأجل خلاصنا. كما تعلّمنا أيضا ً الاتّكال المستمرّ على بركات السماء لأجل القوت الجسدي والروحي.
وعيد الأسابيع، الذي يقع في منتصف الصيف، أو ما يسمّى بعيد الخمسين، يعلّمنا أنّ حلول الروح القدس في ذلك العيد على المؤمنين ما كان إلا تحقيقا ً جزئيّا ً لما يشير إليه هذا العيد بالفعل. وسيكون هناك تحقّق كامل في وقت انسكاب المطر المتأخّر، الذي هو قوة روح يهوه، تماما ً قبل إغلاق باب الشفاعة. عندئذ سيتمّ طلب المخلّص الذي قال: "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيّا يهوشوه".
أمّا أعياد الخريف الثلاثة [الأبواق، الكفارة، المظال]، فهي تؤكّد على أهميّة التوبة والاعتراف والغفران من الخطيّة. إنّ التخلّص من الخطية المعروفة للإنسان يمثّل مسألة حياة أو موت ! وبعد الغفران يأتي الابتهاج والتعبير عن الامتنان لخطّة الخلاص. إنّ العرفان بالجميل لمعطي كل شيء صالح وجيّد [الآب وابنه الوحيد] يخلق في قلوبنا المحبة الموجّهة لمن يتلقّى هذه البركات. نحتاج إلى أن نتعرّف بشكل وثيق بصلاح الآب والابن، وإلى أن ندرك ما أعطياه لنا في الماضي وما يعطياننا إياه اليوم باستمرار، وما سيعطياننا في الأبديّة كلها.
وكمؤمني الجيل الأخير قبل النهاية الوشيكة، نحتاج حاجة ماسّة إلى استرجاع، بل إلى تقدير، كل وسيلة أسّسها يهوه لنستعدّ من خلالها لوقت الضيق الآتي على الؤمنين الحقيقيين. علينا أن نستوعب حقيقة قرب المجيء الثاني للمسيّا، وأن نتوقّع، من خلال حفظ عيد المظال، اقتراب العتق [التحرير] الخاص باليوبيل العظيم. "وَتُقَدِّسُونَ السَّنَةَ الْخَمْسِينَ، وَتُنَادُونَ بِالْعِتْقِ فِي الأَرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا. تَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلاً" (لاويين 25: 19).
في آخر سفر من العهد القديم، يعلن ملاخي: " اُذْكُرُوا شَرِيعَةَ مُوسَى عَبْدِي الَّتِي أَمَرْتُهُ بِهَا فِي حُورِيبَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ. هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ ِ...[يهوه]، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ [الآب السماوي]" (ملاخي 4: 4- 6).
اقتراحات:
يمكن الاحتفال بعيد المظال بطرق عديدة، لكن ينبغي أن يكون هذا العيد هو بمثابة البقعة الأشد إشراقا ًفي السنة كلها، وأن يكون وقت فرح وشكر. ولأنّ عيد المظال هو عيد سبعة أيام، تبدأ عند سبت اليوم السابع ويأتي بعدها مباشرة سبت يوم سابع آخر، يكون هذا العيد أساسا ً عيد ثمانية أيام من الاحتفال والشكر الفرِح. أمّا الأيام الأخرى للعيد [الأيام المغايرة للسبتًين اللذين يقع بينهما العيد] فهي ليست أيام عطلة من العمل، لكنّها يمكن أن تأخذ طابعاً خاصّاً للعبادة العائليّة بحيث يكون محورها الامتنان للآب السماوي على محبّته وعنايته عبر السنة الماضية.
بالنسبة للأشخاص الذين سيحتفلون بالعيد منفردين، يمكن أن يكون عيد المظال وقتا ً لاختبار الشركة مع يهوشوه، وذلك بالبحث عن طرق يكونون فيها بركة غير منتظرة للآخرين. إنّ الحياة في العالم المعاصر مزدحمة جدّا ً حتّى أنّ كثيرا ً من الناس أصبحوا لا يعبّرون عن مشاعر الوحدة والانعزال عن الوسط المحيط بهم. هناك عدد وفير من الطرق التي من خلالها يمكن لأحدنا أن ينطلق ويُحدث فرقا ً في حياة الناس الواقعين تحت نطاق تأثيره.
يمكن للشابّة العزباء أن تقدّم طاقتها وجهدها لتساعد امرأة عجوز في احتياج إلى مساعدة. والشيخ الوحيد يمكنه أن يشارك رفقته واختباراته في الحياة مع أحد الشباب. أفضل طريقة لتقدير غنى بركات الإنسان هي بمشاركة هذه البركات مع الغير.
أمّا المتزوّجون فيمكنهم أن يخطّطوا ليقضي أحدهم مع الآخر مزيدا ً من الوقت، من خلال وقت الشركة، بالإضافة إلى دراسة الكتاب المقدس والصلاة.
أمّا الأهل الذين تعوّدوا على الاحتفال بعيد الميلاد [Christmas] مع أطفالهم، لكنّهم يريدون التخلّي عن كل الأعياد ذات الأصول الوثنيّة، والاحتفال فقط بأعياد يهوه ومواسمه المقدّسة، فعليهم أن يكونوا شديدي الحساسيّة لمشاعر أطفالهم عند حدوث مثل هذا التغيير. فمن الأهميّة بمكان أن تكون قلوب الأطفال وأذهانهم متوافقة مع أهلهم عند القيام بمثل هذا التغيير الهائل، وإلا سينتج العصيان في أفئدة الصغار الذين اعتادوا الاحتفال بعيد الميلاد [Christmas] الوثنيّ الأصل. إنّ خير طريقة للتخلّص من الاحتفالات الوثنيّة هو استبدالها بما هو أفضل منها. وعيد المظال كفيل بأن يكون هو البديل الذي يجلب معه اختبارا ً أفضل.
مرّة ً كل خمسين سنة، كانت سنة اليوبيل تأتي بعد عيد المظال. وكانت سنة اليوبيل وقتا ً تُعاد فيه كل الأراضي إلى أصحابها الأصليين الذين كانوا قد باعوها، كما كانت وقتا ً سُمح فيه للعبيد بأن يذهبوا أحرارا ً، وكان الشعب يستريح في سنة اليوبيل بطريقة خاصّة لأنّه كان عليهم أن يُريحوا الأرض، ولا يزرعوها بمحاصيل جديدة. يشير عيد المظال وسنة اليوبيل كلاهما، إلى حصاد النفوس العظيم في نهاية العالم وإلى مايتبع ذلك من فرح المفديّين وابتهاجهم عندما يعود يهوشوه ثانية ليأخذ شعبه المنتظر إلى البيت السماوي. ليس من الخطأ التخطيط لاحتفال مصغّر بسنة اليوبيل، وذلك بعد الانتهاء من الاحتفال بعيد المظال في كل سنة، بحيث يكون التركيز منصبّا ً على اليوبيل العظيم عند نهاية العالم، بحيث تكون هذه الاحتفالات بديلا ً عن عيد الميلاد [Christmas] الوثنيّ الأصل.
يمكن للأسر التي فيها أطفال، أن تخطّط لوقت إضافي خاصّ بالأسرة خلال الأسبوع، ولعمل نشاطات ذات معنى بالنسبة لهم. تبادل الهدايا مناسب جدّا ً في هذا الوقت، ولكن لا يلزم أن تكون الهدايا باهظة الثمن أو معقّدة...عادة ما يتعلّم الأطفال أنّ عيد الميلاد [Christmas] هو فرصة مناسبة لاختبار فرح العطاء والمشاركة مع الغير، لكنّ درس الحياة الهام هذا ينبغي أن يتعلّمه الأطفال حتى لو لم يحتفلوا بعيد الميلاد [Christmas]. ولأنّ المخلّص وُلد في الخريف، فمن اللائق جدّا ً أن نتذكّر في عيد المظال حدث مولده هذا، وأن نقدّم شكرنا على أعظم هديّة يمكن أن تُقدّم للبشريّة. وفي أثناء عيد المظال، يمكن إنشاد بعض الترانيم التي تتناول مولد المخلّص، كما يمكن أيضا ً التعبير عن الامتنان لهبة الخلاص الممنوحة من خلال يهوشوه المسيّا.
ليس من اللازم على الأطفال الذين اعتادوا على تزيين شجرة عيد الميلاد، أن يُحرَموا من فرحة تزيين البيت أو أن يكون هناك نقطة مركزيّة تدور حولها الاحتفالات وملحقاتها...إذ يمكن إعداد طاولة حسنة التزيين تتمّ إحاطتها بهدايا صغيرة و/أو بطاقات معايدة [I love you] مصنوعة في البيت، الأمر الذي من شأنه أن يوفّر لهم متعة التزيين بالإضافة إلى أن يكون نقطة تتمركز حولها بعض مواضيع النقاش. تستمتع بعض الأسر بالتفنّن بترتيب معرض ملوّن يُظهر وفرة الحصاد، بالإضافة إلى الكتاب المقدس الخاص بالأسرة وبعض الشموع. هناك عائلات أخرى تقوم بعرض مشهد المزود محاطا ً ببعض الأنوار.
فبدلا ً من أن يقوم الأطفال بفتح هدايا الميلاد قبل أن يفعلوا أي شيء آخر في الصباح, يمكن لصندوق صغير من الهدايا المعقولة الثمن، أن يُحدث في نفوسهم نفس البهجة والفرح, ومن دون أي آثار للوثنيّة. أيّا ً تكن العادات المحبّبة للأسرة الخاصّة بعيد الميلاد، يمكن لعيد المظال أن يتيح الفرصة للمّ شمل الأسرة، وللفرح والعطاء [تبادل الهدايا] من دون تلميحات وثنيّة. ينبغي التفكير في كل ما هو ذو معنى بالنسبة للأسرة ومن شأنه أن يُحدث في نفوس الأطفال المتعة البريئة. يحبّ يهوه أن يُسعد أبناءه، وعيد المظال هو الوقت المثالي لتذكّر يهوه ولشكره، ولشكر أحبائنا، لأجل كل الألطاف التي تمرّ علينا خلال العام.
إنّ أخصّ المعاني المتعلّقة بهذا الاحتفال هو قضاء وقت معا ً. فسماحك للأطفال بأن يساعدوا في التحضير لسبت متميّز، ولعيد الشكر، وللعبادات الروحية في كلّ يوم، بالإضافة إلى تقديم هدايا صغيرة للآخرين، كل هذه الأمور ستجلب معها الفرح البريء إلى نفوسهم البريئة، وستترك في أذهانهم ذكريات جميلة تدوم وتدوم. إنّ أكثر ما يعني بالنسبة للطفل هو قضاء وقت مع والدين محبّين.
يمكن للأهل أن يصطحبوا أطفالهم في "نزهات الامتنان"، حيث يقوم كل شخص، بالتناوب، بالاعتراف بشيء يجعله يشعر بالامتنان. قوموا بشراء طائرات ورقيّة رخيصة الثمن، واكتبوا عليها ما أنتم شاكرون عليه، وأطلقوها عاليا ً في السماء. قوموا، كأهل، بصناعة قوارب من الورق، واكتبوا عليها كلمة "شكرا ً لك"، وقوموا بإبحارها في يبنوع أو نهر صغير. اتركوا تحت وسائد أطفالكم رسالة صغيرة تُعبّرون فيها عن محبّتكم لأبنائكم، فيقرؤوها عند وقت النوم. كثيرة هي الطرق التي يصبح فيها التعبير عن الامتنان اختباراً يجدر ذكره ويصعب نسيانه.
المرجع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأربعاء فبراير 23, 2011 8:56 am من طرف موسى عمرام
» منتديات الأنطونى ترحب بكم
الجمعة فبراير 11, 2011 12:20 pm من طرف حبيبت بابا يسوع الاموره
» منتدى القديس القوى الانبا موسى الاسود ava-mosa.com
الجمعة فبراير 11, 2011 3:13 am من طرف beterpop
» منتديات بنت البابا
الخميس نوفمبر 18, 2010 4:27 am من طرف ميرهام نشأت
» أعياد الخريف (الجزء 3)، عيد المظال
السبت نوفمبر 13, 2010 1:32 pm من طرف michael9
» مزمور : رفضونى أنا الحبيب (بالكامل) - داوود نعيم
الخميس نوفمبر 11, 2010 5:33 pm من طرف dawood naeem
» التسعة والأربعون شهيداً شيوخ برية شيهيت - ابونا متى المسكين
الخميس نوفمبر 04, 2010 5:20 pm من طرف sallymessiha
» معانى كلمات سفر الخروج
الخميس نوفمبر 04, 2010 5:17 pm من طرف sallymessiha
» سلسلة تأملات يومية - الخوف من المجهول
الخميس نوفمبر 04, 2010 5:15 pm من طرف sallymessiha
» 2- الشخصية الاجتماعية العاطفية Social-emotional personality
الخميس نوفمبر 04, 2010 5:13 pm من طرف sallymessiha
» ترنيمة انا رايح السما - فتيات الانبا رويس - سولو سيلفيا اسعد
الخميس نوفمبر 04, 2010 5:12 pm من طرف sallymessiha
» ترنيمة حياتك رائحة بخور للشماس ضياء صبرى
الأحد أكتوبر 17, 2010 9:27 am من طرف sallymessiha
» سلسلة قصص تلوين للاطفال كنيستنا - 3 - قداس المؤمنين(2)
الأحد أكتوبر 17, 2010 9:26 am من طرف sallymessiha
» 1- الشخصية القيادية Dominant personality
الأحد أكتوبر 17, 2010 9:24 am من طرف sallymessiha
» الكلمات الرقيقة داخل الأسرة
الإثنين أكتوبر 04, 2010 11:46 am من طرف sallymessiha